السبت، 28 مارس 2015

روايا

ما أردتُ لاخوتي التورّط في الحرب السورية. هم منذ دُفِعوا اليها قتلوني. لم يُبقوا في هذا الجسد رمق عيش. ملأوا ذاكرتي بصورهم جثثاً ترجوني دفنها. يهرعون نحوي من غير أقدام. وبابتسامات قليلة. جنائزيتهم هدّتني. أرى عوض الأمل أشلاء مبعثرة. وعوض الرجاء الوداع. ودعتُ أخي (طفلي) الصغير أمس. منذ البارحة وأنا أرجوه ألا يكسر ما تبقّى مني. من هشاشتي المضحكة، وقلبي المحطّم. ما عدتُ أفقه عدّ الخسائر. أحتاج أصابع أخرى. أخفقت أصابعي في حسابات العمر الضائع. قضمتها. أتخيَّلها في بطني تلوّح لكم. عودوا، تقول، وتغرق بدمي.